كرباباد - محمد الجدحفصي
احتشد العشرات من البحارة عصر أمس (الجمعة) في محافظة العاصمة احتجاجا على استمرار الدفان في الساحل الواقع شمال كرباباد، مطالبين الجهات الرسمية من خلال لافتات رفعوها بتنفيذ الوعود بإنشاء مرفأ للقوارب أمام الساحل.
وشارك العشرات من أهالي الدائرة الرابعة في الاعتصام الذي دام قرابة الساعة، وطالبوا بشدة في هتافاتهم بضرورة التوقف الفوري عن التعدي وردم الجزء المتبقي من الساحل، لافتين الجهات المعنية إلى أن «يرحموا بسمة الأطفال في المتنفس الوحيد لهم».
ورفع البحارة لافتات طالبت بوقف الدفان على الساحل وكتب على بعضها «لم يتبق لهم غير هذا الشريط الساحلي الصغير فلا تصادروه وتحرمونا منه». وكتب على أخرى «دفان البحر ومصادرة الساحل هو آخر مسمار في نعش المخطط الهيكلي».
إلى ذلك، استغرب رئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد الذي شارك في الاعتصام بمعية ممثل الدائرة حميد البصري، إزاء الصمت الرسمي تجاه الدفان المستمر على الساحل أمام أعين الجميع، مطالبا في الوقت ذاته بموقف واضح وصريح من الجهة المسئولة بحراسة القانون تجاه «التعدي المستمر من قبل بعض الجهات على المتنفس الوحيد للبحارة والأهالي فيما تبقى لهم من ساحل».
من ناحيته، أعرب ممثل الدائرة الرابعة حميد البصري عن استغرابه من مواصلة خرق القانون من بعض الجهات ونسف المخطط الهيكلي للساحل، مؤكدا وجود وثيقة رسمية موقعة من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على أن هذه المنطقة هي منطقة بحر وليست ملكا خاصا حتى تستخدم للدفن والردم، داعيا إلى «مراجعة من يعمل على ذلك التعدي عن تهديد البحارة وحرمانهم من هذا الساحل».
وتابع البصري إلى أنهم يشاركون العشرات من البحارة في هذا الاعتصام ليعلنوا تضامنهم مع مطالبهم، مؤكدا أنهم «ضد إزالة استراحات البحارة من أمام الساحل، كما أنهم ضد حرمانهم من الساحل».
من جهته، أشار البحار حسين الديري (يزاول مهنة الصيد منذ 55 عاما) إلى أنه «يطرح سؤاله للجهات المعنية وهو بخصوص الأولاد»، لافتا إلى أنهم الجيل القادم ولكن من دون بحر أو متنفس أو بحر، مناشدا جلالة الملك حمد بن عيسى أن أبناءك يأملون منك «توفير البحر لهم في هذه المنطقة المفتوحة».
من ناحيته أكد البحار سعيد حمد أنه يمارس مهنة الصيد منذ عشرين عاما، مشيرا إلى أنهم كانوا يرتادون البحر الذي كان بالقرب من منازلهم، بيد أن رقعة الدفان قلصت من تلك المساحة الشاسعة لتبقى لهم هذه الرقعة البسيطة في ساحل كرباباد، مؤكدا أن «التهديد مستمر والتضييق جار للاستيلاء على ما تبقى لهم».
وأضاف أنهم كبحارة «اعتصموا منذ عدة أعوام بيد أن التعدي والردم استمر حتى فوجئوا في الآونة الأخيرة بطلب من وزارة شئون البلديات والزراعة بإزالة استراحاتهم، على رغم وجود مناطق مختلفة من البحرين بها استراحات ولم يطلب منهم إزالتها».
وطالب حمد بوقف التعدي على الساحل والمتنفس الوحيد للمواطنين والبحارة في هذه المنطقة، مشددا على أن مشاريع التنمية والهيكلة التي تقضي على مصائد الأسماك وسواحل المواطنين هي تنمية هدامة وليس بناءة»